تُعدّ دوالي الخصية من الأمراض الشائعة التي تُصيب الرجال، وتُسبب هذه الحالة تضخمًا في الأوردة التي تُغذي الخصيتين، مما قد يُؤدي إلى ضعف الإنجاب والشعور بالألم. و بينما تُعدّ الجراحة الخيار التقليدي لعلاج دوالي الخصية، إلا أن هناك العديد من الطرق الحديثة في علاج دوالي الخصية بدون جراحة، أهمها وأحدثها هي الاشعة التداخلية.
ما هي دوالي الخصية؟
دوالي الخصية هي تمدد غير طبيعي في الأوردة داخل كيس الصفن، وهي الحالة التي تشبه إلى حد كبير الدوالي التي قد تظهر في الساقين. هذه الحالة يمكن أن تؤثر على إنتاج الحيوانات المنوية، وقد تسبب ألمًا وعدم راحة، وأحيانًا تؤثر على الخصوبة.
أعراض دوالي الخصية والانتصاب:
تشمل أعراض دوالي الخصية:
- ألم مزمن في الخصيتين: يُعدّ الألم المزمن في الخصيتين أكثر الأعراض شيوعًا لدوالي الخصية.
- الشعور بالثقل في الخصيتين: خصوصاً بعد يوم طويل من الوقوف أو العمل أو ممارسة النشاط البدني.
- تضخم الأوردة: يمكن أن تلاحظ تضخم الأوردة أو "كتلة" في كيس الصفن.
- تغيرات في شكل وحجم الخصيتين: قد تصبح الخصيتان متضخمتين أو مترهلين بسبب تضخم الأوردة.
- ضعف القدرة على الإنجاب: قد تُؤدي دوالي الخصية إلى ضعف في القدرة الإنجابية بسبب ارتفاع درجة حرارة الخصية و تأثر صحة الحيوانات المنوية.
- التأثير على الانتصاب: على الرغم من أن دوالي الخصية عادةً لا تؤثر بشكل مباشر على القدرة على الانتصاب، فإن الألم والانزعاج قد يؤثران بشكل غير مباشر على الأداء الجنسي.
شكل دوالي الخصية:
يمكن أن يظهر شكل دوالي الخصية كتضخم أو انتفاخ في الأوردة فوق الخصية المصابة، مما يمكن رؤيته أو الشعور به عند فحص كيس الصفن. في بعض الأحيان، قد تظهر الدوالي على شكل "كيس من الديدان" عند لمسها.
علاج دوالي الخصية:
يتنوع علاج دوالي الخصية بين العلاجات غير الجراحية والجراحية، ولكن هناك عدة طرق فعالة لعلاجها بدون جراحة، وتشمل:
- الأدوية: لا توجد أدوية قادرة على علاج دوالي الخصية بشكل كامل، ولكن بعض الأدوية يمكن أن تساعد في تخفيف الأعراض مثل الألم أو التورم وتحسين تدفق الدم إلى الخصيتين.
- الملابس الداعمة: ارتداء ملابس داخلية داعمة يمكن أن يساعد في تخفيف الأعراض، حيث تدعم الخصيتين وتقلل من الضغط على الأوردة.
- الاشعة التداخلية: تُستخدم تقنيات الاشعة التداخلية لتوجيه الحرارة أو المواد الكيميائية إلى الأوردة المتضخمة وإغلاقها بشكل دائم.
الأدوية المستخدمة في علاج دوالي الخصية بدون جراحة:
تشمل الأدوية التي يمكن أن تساعد في تخفيف أعراض دوالي الخصيتين:
- الأدوية المضادة للالتهابات ومسكنات الألم: يمكن أن تكون الأدوية المضادة للالتهابات غير الستيرويدية (NSAIDs) مثل الإيبوبروفين أو الأسيتامينوفين مفيدة في تخفيف الألم، أو النابروكسين للمساعدة في تقليل التورم.
- المكملات الغذائية: على الرغم من أن الأدلة العلمية على فعاليتها محدودة، إلا أنه قد تُستخدم مكملات الفيتامينات والمعادن للمساعدة في تحسين الدورة الدموية وتقوية الأوردة.
ما هي الاشعة التداخلية؟
تُعدّ الاشعة التداخلية تخصصًا طبيًا حديثًا يدمج بين تقنيات التصوير الطبي والإجراءات العلاجية باستخدام القسطرة لمعالجة مجموعة واسعة من الأمراض بما فيها علاج دوالي الخصيتين بدون جراحة.
يُستخدم في الأشعة التداخلية أداة تسمى القسطرة، وهي أنبوب رفيع ومرن يتم إدخاله عبر الأوعية الدموية باستخدام تقنيات التصوير مثل الاشعة السينية أو التصوير بالرنين المغناطيسي لتوجيه القسطرة إلى موقع العلاج بدقة. وبعد ذلك، يتم استخدام أدوات مختلفة من خلال القسطرة لإجراء العلاج المناسب.
وتقدم الاشعة التداخلية العديد من المزايا مقارنةً بالطرق العلاجية التقليدية، مثل:
- تقليل التدخل الجراحي: لا تتطلب الاشعة التداخلية شقوقًا جراحية كبيرة، مما يُقلل من الألم وخطر العدوى والنزيف ويُساعد على التعافي بشكل أسرع.
- دقة عالية: تُستخدم تقنيات التصوير الطبي لتوجيه القسطرة إلى موقع العلاج بدقة عالية.
- فعالية عالية: أثبتت الدراسات فعالية الاشعة التداخلية في علاج العديد من الأمراض.
- قلة الآثار الجانبية: تُعدّ الآثار الجانبية للأشعة التداخلية أقل من الآثار الجانبية للطرق العلاجية التقليدية.
استخدام الاشعة التداخلية لعلاج دوالي الخصية بدون جراحة:
الاشعة التداخلية هي إجراء غير جراحي يُستخدم لعلاج دوالي الخصية. يتم ذلك من خلال:
1. القسطرة: إدخال قسطرة رفيعة عبر وريد في الفخذ أو الرقبة.
2. تصوير الأوعية الدموية: استخدام الأشعة السينية لتوجيه القسطرة إلى الأوردة المتضخمة في الخصية.
3. إغلاق الأوردة: إدخال مواد تسبب انسداد الأوردة المتضخمة، مما يعيد توجيه الدم إلى أوردة صحية.
يتم هذا الإجراء تحت التخدير الموضعي وعادةً ما يستغرق أقل من ساعة، ويتمتع بفترة تعافي سريعة مع نتائج فعالة.
شفيت من دوالي الخصية بدون جراحة:
تُظهر تجارب المرضى الذين شُفوا من دوالي الخصية بدون جراحة أن العلاجات غير الجراحية مثل الاشعة التداخلية يمكن أن تكون فعالة جداً. وغالباً ما يُشير المرضى إلى تحسن كبير في الأعراض وتقليل الألم، مع قدرة عالية على العودة إلى الأنشطة اليومية بسرعة بعد العلاج.
فكما جاء على لسان أحد مرضى مركز الحياة للأشعة التداخلية وقسطرة الدماغ: "أخيرًا شفيت من دوالي الخصية بدون جراحة باستخدام تقنية الاشعة التداخلية، وذلك بعدما عانيت لفترة طويلة من الألم الذي لم تفلح معه الأدوية والمسكنات. وأود أن أشكر جميع العاملين في مركز الحياة على اهتمامهم وحسن رعايتهم منذ الزيارة الأولى وحتى المتابعة بعد تمام الإجراء."
نصائح لتجنب دوالي الخصية:
- الحفاظ على وزن صحي: تعتبر السمنة من عوامل خطر الإصابة بدوالي الخصية.
- ممارسة الرياضة بانتظام: تساعد الرياضة على تحسين الدورة الدموية وتقليل خطر الإصابة بدوالي الخصية.
- تجنب التدخين: يُؤثر التدخين سلبًا على الدورة الدموية وصحة الأوعية الدموية وقد يزيد من خطر الإصابة بدوالي الخصية.
وختامًا:
علاج دوالي الخصية بدون جراحة يمكن أن يكون فعالًا للغاية، خاصةً مع الخيارات المتاحة مثل الأدوية لتخفيف الأعراض والاشعة التداخلية لعلاج المشكلة بشكل جذري. من المهم استشارة طبيب مختص لتحديد العلاج الأنسب بناءً على حالة المريض الفردية والأعراض الموجودة. ويؤدي علاج دوالي الخصية بدون جراحة باستخدام الاشعة التداخلية إلى تحسن كبير في جودة الحياة وتقليل المخاطر المرتبطة بدوالي الخصية.
جهاز المفراس الحلزوني الأول في العراق مركز الحياةج...
أسئلة شائعة
نعم، يمكن علاج دوالي الخصية بدون جراحة في كثير من الحالات، خاصة مع التقدم في التقنيات الطبية.
أبرز خيار علاجي غير جراحي هو:
القسطرة والأشعة التداخلية (Embolization):
هو إجراء غير جراحي وبديل فعال للعملية الجراحية التقليدية.
يتم تحت التخدير الموضعي، حيث يتم إدخال قسطرة رفيعة عبر وريد في الفخذ أو الرقبة أو الذراع.
يتم توجيه القسطرة باستخدام الأشعة السينية إلى الوريد المصاب في الخصية ويتم إغلاقه (تصليبه) باستخدام مواد طبية خاصة (مثل الملفات الحلزونية أو المواد المصلبة) لمنع تدفق الدم العكسي.
يتم تحويل تدفق الدم بعد ذلك إلى الأوردة السليمة.
يتميز بفترة تعافٍ قصيرة جدًا (يمكن العودة للعمل في غضون يوم أو يومين) وبمضاعفات أقل.
خيارات أخرى قد تساعد في بعض الحالات:
مراقبة الحالة: في بعض حالات الدوالي البسيطة التي لا تسبب ألماً أو تأثيراً على الخصوبة، قد لا تحتاج إلى علاج على الإطلاق، ويكتفي الطبيب بالمتابعة.
العلاج الدوائي: استخدام مسكنات الألم التي لا تحتاج وصفة طبية (مثل الإيبوبروفين) لتخفيف الألم المصاحب للدوالي، ولكن هذا لا يعالج المشكلة الأساسية.
تغيير نمط الحياة وتخفيف الأعراض:
ارتداء ملابس داخلية داعمة (مثل الداعم الرياضي) لتخفيف الضغط والألم.
تجنب الوقوف لفترات طويلة أو رفع الأوزان الثقيلة.
ممارسة التمارين الرياضية الخفيفة لتحسين الدورة الدموية.
الأدوية والمكملات التي قد يصفها الطبيب تشمل:
مسكنات الألم ومضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs):
تستخدم للسيطرة على الألم والشعور بالثقل أو الانزعاج في الخصية.
أمثلة: الباراسيتامول (Paracetamol) أو الإيبوبروفين (Ibuprofen).
الأدوية المقوية للأوردة (Phlebotonics):
أشهرها هو دواء يحتوي على مواد مثل ديوسمين (Diosmin) وهيسبيريدين (Hesperidin)، مثل دواء دافلون (Daflon).
تستخدم هذه الأدوية للمساعدة في تحسين الدورة الدموية وتقوية جدران الأوعية الدموية وتقليل التورم والالتهاب، لكنها لا تعالج الدوالي نفسها بل تخفف الأعراض.
مضادات الأكسدة والمكملات الغذائية:
قد يصف الطبيب مكملات غذائية تحتوي على فيتامينات ومضادات أكسدة (مثل فيتامين C وE، والسيلينيوم، والكارنيتين).
الهدف من هذه المكملات هو تحسين بيئة الخصية المتأثرة بارتفاع الحرارة والاحتقان، مما قد يساهم في تحسين جودة وحركة وعدد الحيوانات المنوية.