هذا الطفل كان يعاني من تشوهات دموية خطيرة في شرايين الدماغ، بما في ذلك تمدد شرياني أو ما يُعرف بأم الدم وناسور شرياني وريدي. كانت هذه التشوهات تتسبب في أعراض خطيرة تهدد حياته وتؤثر عليه بشكل كبير.
قنبلة موقوتة :
هذا كان وصف الطبيب لحالة رأس عمر وأن الجراحة محفوفة بالمخاطر ولا ضمان لأي نجاح. الطفل عُمر من محافظة الموصل، عمره الآن سنة وشهرين. في فترات عمره الأولى كان طبيعيًا ولم تلاحظ الأم أي مشاكل أو عقبات، لكن بمرور الوقت ومع تقدم نموه لاحظت الأم قلة حركة الطفل وعدم قدرته على رؤية الأشياء التي أمامه أو الجلوس. مرت سبعة أشهر ولم يبدأ في الحركة مثل بقية الأطفال الذين في عمره. نصح الطبيب الأم بإجراء الأشعة التي كشفت عن إصابته بعدة تشوهات دموية في شرايين الدماغ منها أم الدم و ناسور شرياني وريدي.
التمدد الشرياني الدماغي هو توسع غير طبيعي في جدار الشريان في الدماغ، ويحدث عندما يكون جدار الشريان ضعيفًا في منطقة معينة؛ مما يؤدي إلى تشكل توسع يشبه البالون. هذا التوسع يمكن أن يؤدي إلى زيادة خطر انفجار الشريان ونزيف دماغي خطير.
داخل مركز الحياة للأشعة التداخلية وقسطرة الدماغ:
قصدت الأسرة مركز الحياة للأشعة التداخلية وقسطرة الدماغ بكربلاء، حيث تم الاعتناء بالطفل وتشخيصه وتحديد كل الشرايين التي تحتاج إلى تدخل وتم إجراء القسطرة الدماغية على مرحلتين.
التدخل الأول:
بعد التقييم الدقيق والتحليل الشامل للحالة، استطاع الأطباء الخبراء في مركز الحياة للأشعة التداخلية وقسطرة الدماغ تقديم العلاج اللازم لهذا الطفل. تم استخدام تقنية القسطرة الدماغية المتقدمة للتدخل بشكل دقيق وفعّال، والتي تعتبر إجراءً غير جراحي يقوم بإصلاح التشوهات الدموية بواسطة إدخال أنابيب رفيعة عبر الأوعية الدموية المصابة.
بفضل التقدم التكنولوجي والمهارات الاستثنائية لأطباء مركز الحياة للأشعة التداخلية وقسطرة الدماغ، تمكنوا من إغلاق الناسور الشرياني الوريدي بنجاح باستخدام القسطرة الدماغية للوصول إلى الناسور الشرياني الوريدي وإغلاقه بشكل دقيق وفعال في التدخل الأول؛ مما أدى إلى تحسن كبير في حالة الطفل.
التدخل الثاني:
كان التدخل الثاني موجهًا نحو أم الدم أو التمدد الشرياني، الذي تم علاجه بزراعة لفائف حلزونية بداخله لغلقه، لوجود احتمالية انفجار لهذا التمدد. تم غلق هذا التمدد بنجاح ولله الحمد.
القسطرة الدماغية:
القسطرة الدماغية تُعتبر طريقة فعالة للتعامل مع الناسور الشرياني وأم الدم في الدماغ. يتضمن الإجراء إدخال قسطرة رفيعة ومرنة من خلال الشرايين في الجسم، عادةً من الشريان الفخذي في الساق، وتوجيهها حتى تصل إلى شرايين الدماغ. بعد ذلك، يتم استخدام الأشعة لتصوير الأوعية الدموية وتحديد موقع التشوه لتنفيذ أحد الإجراءات التالية:
1. اللفائف الحلزونية: يتم إدخال أسلاك رفيعة ملفوفة بشكل لفائف دقيقة إلى المنطقة المتضررة من الشريان من خلال القسطرة. تتجمع اللفائف في أم الدم وتساعد في تشكيل تجلط داخلي يمنع تدفق الدم إلى التمدد؛ مما يقلل من خطر انفجاره. هذه العملية تعتبر غير جراحية وتتطلب فترة نقاهة أقصر بالمقارنة مع الجراحة التقليدية.
2. الدعامات الوعائية: في بعض الحالات، يمكن استخدام دعامة لتعزيز الشريان المصاب ومنع تمدده. يتم إدخال الدعامة من خلال القسطرة ووضعها في الشريان المصاب؛ مما يساعد في تقليل ضغط الدم على الجدار الشرياني والحد من خطر انفجاره.
بعد العلاج:
لاحظت الأم تحسنًا ملحوظًا في الأعراض التي كان يعاني منها ابنها. استطاع الطفل تحريك يديه ورجليه وتمكن من الجلوس، وحركة عينيه صارت طبيعية. تحت رعاية الطاقم الطبي المتميز في مركز الحياة للأشعة التداخلية وقسطرة الدماغ، تمكّن الطفل من تجاوز هذه التشوهات الوعائية بالدماغ.